السلام عليكم
روى الحافظ المنذري بسند شهد كثير من الحفاظ بصحته عن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها
فإن فيها عبرة )
المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/273
وفي رواية أخرى (فزوروها ولا تقولوا هجرا) أي لا تقولوا سوءا
وقبور الأولياء كغيرهم
هي قبور .. زيارتها للاعتبار ليس إلا ..
وبعض العلماء قسم زيارة القبور إلى زيارة اعتبار .. وزيارة صلة وبر بأولي القربى
واشترط أن تكون الزيارة خالية من قول السوء .. ومن باب أولى مما يناقض سنة النبي صلى الله عليه وسلم
فيجوز للرجل زيارة قبر أبيه وامه وابنه وعمه وخاله .. كنوع من البر لهم بعد وفاتهم ..
وعلى ذلك فإن رحم رسول الله أحق أن وأولى أن توصل .. وأجدر بالبر أيضا من غيرها
فلا مشكلة في زيارة السيدة زينب او السيدة نفيسة أو غيرهم من آل بيت رسول الله أو صحابته أو قبور أهل العلم والفضل والصلاح ..
لكن بشروط
1- أن يتأكد الزائر من وجود الميت في هذا القبر..
فقبر سيدنا الحسين - سيد شباب أهل الجنة - ليس هناك أي دليل على وجوده
بالقاهرة في المشهد المعروف .. وعلى ذلك فزيارة هذا الضريح على أنها قبر
الإمام الحسين رضي الله عنه لم تستكمل الشرط الأول .. وهو وجود الميت في
ذلك القبر
2- أن يمتلئ قلبه بالعبرة والخشوع .. فهذا هو المقصد الأصلي من زيارة القبور.
3- أن يوقن ويتأكد تماما أن صاحب القبر ينتفع بدعاء زائريه من الأحياء ولا ينفعهم بشيء أبدا .. لو نفع نفسه لما مات ودخل القبر.
4- ألا يطوف أو يتمسح بالضريح أو القبر .. فهذا من أعمال الوثنية والعياذ
بالله .. فليست للضريح قداسة في الشرع ولا ميزة خاصة في الإسلام ..
بخلاف ضيح النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وآثاره فيجوز التبرك بها كما
ثبت عن ابن عمر وأب الدرداء وغيرهم .. كانوا يمسحون على موضوع يد النبي
(ص) في المنبر ..
ويحتفظون ببعض شعرات منه .. وبعضهم كانت معه عصاه .. وبعضهم سيفه .. كل ذلك بقصد البركة منه.
وكما قلنا .. لا يجوز ذلك لغير النبي (ص) ..
ولولا ان هذا ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم لما استطعنا أن نجيزه..
هذا والله تعالى أعلم